كلكم منتخبون إلا المجاهدون !!
بينا في كتاب الانتخابات والمنتخبون أن الانتخاب لغة وشرعا هو الاختيار أي القصد إلى الفعل وتفضيله على غيره
وبينا هناك أيضا أن من لم يشارك في الانتخاب الفعلي فهو مشارك في الانتخاب السلبي وكلاهما سواء في الحكم
ولا ينفك من الانتخابات أحد إلا من خرج من تحت سلطة الطواغيت ورفع راية الجهاد لإعادة حكم الشريعة إلى الأرض
أما من نام آمنا مطمئنا تحت حكم طاغوت واختار العيش هكذا على عيش الجهاد والمجاهدين فهو من المنتخبين لهذا الطاغوت شاء أم أبى وإنما أتي من قلة فقهه .
وأما من بات لاهثا للوصول إلى أرض طاغوت لأنها أفضل له في العيش ماديا وأمنيا كما أعرف شخصيا من مناهضين للانتخابات حتى إن أحدهم أخذ على الحدود وضرب وسجن وكاد أن يموت عدة مرات وقلبه لليوم يتمنى لو يعيش تحت كنف هذا الطاغوت .. فهذا أشد انتخابا لذاك الطاغوت شاء أم أبى !!!
وهل كان النجاشي يحكم بشريعة الإسلام ؟؟
ولماذا اختاره النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه مفضلا إياه على أهل مكة وكلهم كفار يحكمون بالكفر والشرك في أقوامهم ؟؟
عن أم سلمة قالت : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَعَةٍ مِنْ قَوْمِهِ وَعَمِّهِ ، لَا يَصِلُ إِلَيْهِ شَيْءٌ مِمَّا يَكْرَهُ ممَا يَنَالُ أَصْحَابَهُ ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مَلِكًا لَا يُظْلَمُ أَحَدٌ عِنْدَهُ فَالْحَقُوا بِبِلَادِهِ حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَكُمْ فَرَجًا وَمَخْرَجًا مِمَّا أَنْتُمْ فِيهِ ..
وهل هذا إلا انتخاب لحكم النجاشي الكافر النصراني على حكم قريش الكافر الوثني ؟
بل أصرح من ذلك في الانتخاب بين رجلين متنافسين على حكم بلد بقية الحديث إذ قالت أم سلمة : فخرج عدو له عليه وحاربه ، قالت : فوالله ما علمنا حزنا قط كان أشد من حزن حزناه عند ذلك ، تخوفا أن يظهر على النجاشي ، فيأتي رجل لا يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف منه . قالت : فسار النجاشي وبينهما عرض النيل ، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رجل يخرج حتى يحضر وقعة القوم حتى يأتينا بالخبر ؟ قالت : فقال الزبير : أنا ، وكان من أحدث القوم سنا ، قالت فنفخوا له قربة فجعلها في صدره ، ثم سبح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها ملتقى القوم ، ثم انطلق حتى حضرهم ، قالت : ودعونا الله للنجاشي بالظهور على عدوه ، والتمكين له في بلاده ، فاستوثق له أمر الحبشة ، فكنا عنده في خير منزل حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم .ا.هـ
فمن كان يعيش عند رجل يأمن على نفسه فينتخبه ويختاره ويفضله على رجل لايأمن في حكمه على نفسه بل ويخشى من ظهور الأخير هذا وتمكنه من البلاد ثم يفرح لفوز الأول فهو على خطى هؤلاء الصحابة الكرام وفقههم وهم مقتبسون ذلك من مشكاة النبوة ..
فليكسر طلاب العلم غير المتمكنين أقلامهم وكذا من كانت بضاعته في الفقه كاسدة وإن كان مشتغلا بعلوم أخر وليعلموا تماما أنهم منتخبون لطواغيتهم الذين يعيشون تحت كنفهم آمنين لايجاهدونهم ولا حتى ينكرون عليهم كفرياتهم ويحسبون أنهم مهتدون ..
ومن أراد الاستزادة فعليه بكتابنا الانتخابات والمنتخبون في الموقع الرسمي