رسالتي لأهل غزة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
فقد كاتبني أحد أبنائنا الغاليين من غزة العزة يطلبني النصيحة لأهل غزة في هذه الظروف العصيبة فوعدته خيرا وقد قلت له : أنى لأحد منا أن ينصح أهل غزة ؟ نحن الذين ننتصح بهم ولذا فإنني أكتب هذه الكلمات على عجل وأنا في قمة الخجل والوجل ..
اصبروا وصابروا .. ليس اصبروا فقط ! بل وصابروا ..
قد اصطفاكم الله لهذا البلاء واختار منكم الشهداء فأي كرامة هذه ..
نعلم أن الوضع صعب جدا وخصوصا على عامة الناس فالمجاهدون أصلا خرجوا يبتغون الشهادة وقد حملوا أرواحهم على أكفهم فأي فوز ينالون أعظم ممايبتغون ؟
لكن العامة مصابهم جلل بموت أحبابهم وهدم دورهم وعظيم آلامهم من إصابات وجوع وعطش وبرد وتشرد فاجتهدوا في بيان عظم أجرهم وحثوهم على الرضا بقدر الله وأن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم .
ومن لبس عليهم شياطين الإنس والمرجفون من المنافقين ونابتة السوء من مشايخ الطواغيت ليلقوا بتبعة مصابهم على المجاهدين الذين قاموا بالواجب عليهم من ضرب العدو الصائل المغتصب المستحل للحرمات ؛ فبصروهم بالتفكر في مصائب من أصيبوا بزلازل ومن أصيبوا بفيضانات وبراكين ونحوها فليس هناك جهاد ولامجاهدون وقد أتاهم قدرهم وبمصائب أعظم مما أصيبوا به .
بصروهم بمن استسلموا لعدوهم ظنا منهم السلامة بسرد قصص التاريخ المتكررة وخصوصا في عهد التتار والقرامطة وذكروهم بالماضي القريب ومافعل الكفار المحتلون في بلاد المسلمين من إبادات جماعية وصلت للملايين في شتى بلادنا ولم يكن هناك عملية طوفان ولا غليان !
ذكروهم بمكر الصهاينة بهم وماكانوا يخططون له وليس هو ببعيد عما يحدث لهم اليوم بل لو سكتوا عنهم فلربما فعلوا بهم أعظم من ذلك مع الذلة .. فموت في كرامة وأنت تدافع عن دينك ومقدساتك أهون من ميتة هوان وأنت مستضعف ذليل .
أما الطابور الخامس الذي يضع يده في يد الكافر المحتل فهو مع ردته وكفره وخروجه من ملة الإسلام فإياكم أن تخشوهم فكيدهم ككيد الشيطان كيد ضعيف والله سبحانه فاضحهم ومن مكنكم الله منه من هؤلاء فشردوا بهم من خلفهم واجعلوهم عبرة ونكالا .. واستعينوا بالله عليهم وادعوه أن يكفيكم شرهم بماشاء وهو حسبكم فنعم المولى ونعم النصير .
وأخيرا .. يا أهل رفح .. أنتم المستهدفون بخطتهم قبل الطوفان ودون الطوفان .. العملية مدروسة وقديمة وهي ضمن صفقة القرن وما المجاهدون إلا نعمة من الله لمحاولة إفشالها ولكن قدر الله غالب فليس لها من دون الله كاشفة فاصبروا واحتسبوا واجأروا إلى الله بالدعاء فهو وحده القادر على المكر بالكافرين ورد كيدهم في نحرهم .. فالله الله في علاقتكم بربكم واستعدوا للقائه بقلوب مؤمنة راضية إن قدر عليكم ذلك فأنتم بين أمرين إما تهجير مذل وشتات جديد وقد رأيتم عاقبته وإما صبر ومصابرة واحتساب وأعلى درجات الجنان مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ..
ثبتكم الله جميعا وسدد رميكم ونصركم على عدوكم وأخزى من خذلكم وأذل من ناوأكم وحسبكم الله ونعم الوكيل
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم