ومات الشيخ ربيع !!
نعم مات الشيخ ربيع بن هادي المدخلي _ رحمه الله _ وقد أفضى إلى ماقدم وفي عنقه عظائم وينتظره خصوم كثر وفي مقدمتهم الشهيد فيما نرجو : سيد قطب تقبله الله
نعزي ولده الدكتور محمد وسائر أسرته ومن هو مشترك بيننا من تلامذة كالدكتور عبد الله البخاري وغيره
وقد انقسم الناس فيه لفريقين في طرفي نقيض ؛ فريق غالى فكفره ولعنه وجزم بردته !! وفريق غالى فرفعه حتى كاد يوصله لمصاف الأنبياء والصديقين !!
وبين الفريقين درجات حسب البغض والحب ، ويلعب في ذلك مستوى المعرفة بالشيخ وأعماله وكيفية عرضها على المنهج القويم .
وأنا إذ أكتب اليوم لا أريد أن أقلب صفحات علاقتي به ولا ما جد له من أعمال بعدما كتبت مقالتي: “القول البديع في الشيخ ربيع ” كدخوله المعترك السياسي والفتوى للطواغيت والتورط في الدماء . ولكن أردت توجيه أبنائي للمنهج السديد في التعامل مع هذه النازلة ، فالشيخ مع ما ربى عليه من أحبوه من انحراف وبدعة لم يصل لأئمة البدع كما يقرره البعض إذ إن هذا الحكم لايتفق عليه علماء الزمان بل ولا معشارهم فلايصح أن يقارن بمثل ابن أبي دؤاد ونحوه .
ولأول مرة أصرح بأن أول من أظهر أخطاء الشيخ ربيع وتناقض مذهبه كان أنا وباسم مستعار على الشبكة ونصحته كثيرا رغبة في الخير له وللدعوة السلفية ، وشخصت أمراض هذه الدعوة ، وأرجو أن يكون قد استفاد من ذلك البعض ، مع ما أحدثت مقالاتي آنذاك من ضجة عارمة وتلقيت المدح والقدح من الفريقين والحمد لله ، ولكن لم يظهر لي أن الشيخ استفاد منها وقد كان من جملة الساخطين بقوة على المقالات .
الشيخ اليوم بين يدي الديان الذي عنده تجتمع الخصوم ، نحسب أنه أراد خيرا ، وكم من مريد للخير لايعطاه !
نسأل الله حسن الخاتمة وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
رابط مقالة : القول البديع في الشيخ ربيع
https://tarhuni.net/5065
تابع للمنشور السابق
يقول الرسول ﷺ : ما ضَلَّ قومٌ بعدَ هُدًى كانوا عليهِ إلَّا أوتوا الجدَلَ ..
يا أحبة نحن هنا ننشر خلاصات ما من الله علينا به من علم خلال نصف قرن من الزمان .. وليس كل ماأردنا أن نعلم طلبتنا شيئا سنفتح بابا للنقاش وبيانا لتفاصيل ما توصلنا إليه ففي ذلك تضيع الأعمار وانشغال عما هو أهم بالنسبة لنا أو للأمة .
موت الشيخ ربيع ليس بمسألة تستحق كل هذا الجدل الدائر في أروقة برامج التواصل ، ونحن عندنا أصول ربينا عليها أجيالا ولازلنا نربي عليها ولله الحمد فمن أراد الاستفادة فهاكم وإلا فكل امرئ حجيج نفسه .
نقاط سريعة :
الترحم على كل من كان أصله الإسلام ولم تثبت ردته _ حسب ماذكرت في كتاب تكفير المعين أو تبع المسلم فيه فتوى شرعية تقول بردته بشبه اتفاق من علماء زمانه _ لا حرج فيه إطلاقا ، بل يؤجر عليه المسلم مالم يؤد إلى مفسدة يقررها عالم معتبر يعتمد قوله في الفتوى . وقد كان الترحم على الكافر الأصلي مشروعا حتى نهي عنه .
تكفير من أصله الإسلام والحكم عليه بالردة أو تسويغ لعنه بمعنى الطرد من رحمة الله وليس السب وجعل ذلك من اتباع الشرع المطهر ليس حقا لأحد سوى العلماء الأكابر أما طلبة العلم والعوام فليسوا في العير ولا في النفير ! فقط يسألون ويستفتون ويتعلمون .
المفاضلة بين أهل الضلال والبدع وبيان خطورة كل منهم ؛ خاص كذلك بالعلماء فلايقحم طالب العلم نفسه في مثل ذلك ثم يتجاوز الأمر للاستدراك على العلماء ومن شابت لحاهم في هذه الأمور !
وأخيرا :
من ترحم على الشيخ ربيع فلم يأت ببدع من القول ولانعرف عالما معتبرا ينكر على من فعل ذلك .
من لم يترحم عليه فهو حر لاملامة عليه فليس الترحم عليه بواجب على أحد وقد صلي عليه ودعي له فسقط الوجوب الكفائي عن الأمة بذلك ، وقد مات بالمدينة ودفن ببقيع الغرقد نسأل الله أن يرزقنا ماتمنيناه .
من لعن الشيخ ربيع ، أو غالى فكفره وجزم بردته فليعد أمام الله جوابا إن كان عالما نحريرا ، وأما إن لم يكن كذلك فياويله فقد ارتقى مرتقى صعبا وعليه أن يتوب ويتقي الله إلا أن يكون قد قلد هذا العالم النحرير .
وبناء على ماتقدم فكل من علق على منشوري فليزن كلامه وفق ما سبق وليعلم أنه ماذكر شيئا إلا ونحن نعرفه وزيادة وننزله على وجهته السليمة والشرعية وبالله التوفيق .
اهتموا بارك الله فيكم بما ينفعكم في دينكم أو دنياكم فالعمر عزيز !
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
إضافة بعد رؤية التعليقات :
من دعا على الشيخ لما حصل بسببه من فساد فله ذلك وقد سبخ عنه فإما خفف عنه بذلك جزاء الآخرة وإما خسر الداعي جزءا من أجره .