لماذا لم يثر السعوديون ؟؟
هذا مقال كتبته في السجن على لسان أحد أساتذة الجامعات وللأسف لم ينشر كما حدث مع عدة مقالات مثله وقد فقد بعض كلمات منه
وذلك بعد جهد جهيد لتهريبه فمن العسكر من يمكن شراؤه بالقليل من المال لحاجتهم ولإنفاقهم رواتبهم في المخدرات وماشابهها
ولذا لجأت إدارات السجون لعدم تمكين السجين من وجود أي مال في يده بسبب تفشي ذلك في أشاوسهم وطبعا عندنا طرق التفاف والحمد لله
ملحوظة : هذا المقال عندما غردت به أثار حفيظة كثيرين ومنهم من نحبهم ونألم لما يقلقهم ويسوؤهم وقد وضع في غير مواضعه ولذا رددت ببعض تغريدات أحب أن أقدمها بين يدي المقال
قلت :
إخواني الكرام الذين استنكروا بعض ماقلت أقول لهم:
أولا:الذي يكتب ما يطلبه المستمعون فهذا ليس بكاتب وليكسر قلمه .
ثانيا:نحن عندما نكتب نراقب الله سبحانه لا البشر ونرجو أن يستفيد الناس بما نكتب وليس الهدف أن نبحث عن متابعين .
ثالثا : كثر الانتقاد من البعض بسبب عدم التأمل والعجلة في التعليق والمقال على لسان غيري يعني فيه افتراضات .
هذه النسب تقريبية وما أعرفه عن المجتمع السعودي دراسة أكثر من ثلاثين سنة مع كل طوائفه .
والخطأ وارد من الجميع ولو تبين لي تراجعت عنه وأرجو تأمل التغريدات السابقة واللاحقة
ليست عصبية منتنة وإنما حبيبك من نصح لك والهروب من الحقائق كمن يدفن رأسه في الرمال وأعوذ بالله من التقليل من أحد
أخي الكريم نحن نحاول تشخيص المرض لكي نصل للحل ولو لم يعلموا فقد حصل السكوت والخنوع قرنا من الزمان فاستأسد الفأر
ترددت كثيرا في كتابة ماكتبت لأن الحق مؤلم ولن ينصلح حالنا حتى نصدق مع أنفسنا ونعرف حقيقة أمراضنا .
كلامي الذي ذكرته من الحب الشديد والإجلال للشعب السعودي الكريم ولم يؤثر ظلمهم _ أي آل سعود لي _ إلا في حرصي على تحرر أحبابي من الظلم
أرض الحرمين أخرجت أئمة المجاهدين وخيرة الشباب وهم من الصفوة والقلة التي لم تتأثر ببرمجة آل سعود
هذه الحال من التعصب وشخصنة الأمور من نتاج البرمجة التي قام بها آل سعود وإعلامهم للمجتمع .
من البرمجة نحن بخير ونحن أهل العقيدة ونحن محسودون ونحن ..ونحن حتى خفي على أهل البلد حقيقة الوضع وغفلوا عن أمراضهم .
معاذ الله أن أطعن في الشعب السعودي الكريم ووالله إنه لأحب الشعوب إلي ومن حبي له أصدقه القول فصديقك من صدقك
أكرر معاذ الله أن أطعن في الشعب السعودي الكريم ووالله إنه لأحب الشعوب إلي ومن حبي له أصدقه القول فصديقك من صدقك
من الصعب جدا على هذا الشعب أن ينتفض ضد الظلم والقهر الذي يعيشه كما انتفضت سائر الشعوب إلا أن يشاء الله ويستيقظ من غفلته ونحن نحاول
معناها أن هذا الشعب الكريم الذي رضي لمدة قرن من الزمان أن ينسب لرجل فرد واحد وهذا لم يحصل لأي شعب آخر في زمن من الأزمنة
هم شعب طيب خدعه من خدعه من آل سعود واسترهبوهم ولكن آن الأوان لينتبهوا من سباتهم واستمر مع تغريداتي ليتضح لك
الأخت الفاضلة ما ذكرته أنت غير صحيح ولاتسأليني عن مخرجات التعليم في الجامعات ولاتنسي أني أنشأت مدرسة وجامعة .
ولم أحكم على نساء الجزيرة بذلك حاشا وكلا وراجعي كلامي بدقة .
والاستعارة في قولي يلهث أسلوب بلاغي عربي رصين فأرجو مراجعة هذا الأسلوب ومعاذ الله أن أجعل إخواني كلابا .
والآن إلى المقال
لماذا لم يثر السعوديون ؟
***
مقال أسجل فيه ما جاش في صدري بعد أن طفح الكيل أنا الأستاذ الجامعي المجهول الذي لا ينقصني شيء والحمد لله ولكن القهر الذي دفعني لكتابة هذا المقال وهو الذي دفعني لعدم التصريح باسمي وإلا كان مصيري السجن لسنوات طويلة كما حصل لكثير غيري من أساتذة الجامعات والعلماء ودعاة الإصلاح الذين تجرؤوا على النقد أو المطالبة بالحقوق الشرعية من أسرة تتحكم في البلاد ومواردها بكل ما تعنيه الكلمة وأنا في البداية أؤكد أنني لا أبغض آل سعود ولا أريد زوالهم من الحكم ، فقط أريد العدل والحرية التي كفلها الإسلام وتطبيق شريعة الله في عباده كما أمر سبحانه وتعالى دون الالتفات وتجييرها لصالح الأسرة بما لا يرضي الله ومع إيهامي لنفسي لا أخفي خوفي الشديد من الوصول إلي ولكني أصبر نفسي بقوله تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون) وقوله تعالى : ” ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ) وقوله صلى الله عليه وسلم : “واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء ما ضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ما نفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك رفعت الأقلام وجفت الصحف )
انظر إلى العنوان ربما يعطيك بعض الإجابة هذا إذا سلمنا جدلا أنهم لم يثوروا فدولة نسبت إلى أسرة بل إلى فرد من أسرة ليس قبيلة أو عشيرة ! ثم نسب كل أفراد الوطن إليها ماذا يعني لك هذا ؟
وقد رضوا بذلك لقرابة قرن من الزمان وهذا لا يوجد مثيل له في العالم فماذا تريد من شعب كهذا؟
تعالوا نلقي نظرة على النسيج السعودي لنرى ١٨مليونا نصفهم نساء لا حول لهن ولا قوة وأكثرهن أميات بدويات لا يعرفن شيئا عما يدور حولهن و ٩ ملايين ذكور يحذف كبار السن والأطفال لنقل النصف بقي لنا الشباب قرابة ٤ ملايين ، البدو منهم الذي لا يعرف سوى الصحراء والجبال والحلال نصفهم ، بقي لنا مليونان نصفهم عسكر ومباحث وتابعون للجهات الأمنية يبقى لنا مليون أكثرهم شباب عاطل جل وقته يلهث ليحصل وظيفة أو التكسب بأي طريقة وهو ينشغل بتحصيل المال لينفق جزءا كبيرا من هذا المال على الشهوات ، فأكثر من يتابع المواقع الإباحية هم من الشباب السعودي للأسف ! وبقية النخبة وهم موظفوا الدولة والتجار وقد شغلهم الترف والبحث عن التزيد في المكاسب الدنيوية وكثير منهم أيضا مشغول بالشهوات
والقلة هم أهل الدين منهم العلماء وطلبة العلم وهؤلاء مع بعض المثقفين هم المعول عليهم في معرفة الحقوق وواقع الأمة
ولكن للأسف هؤلاء استخدمت الدولة معهم الأساليب التالية حتى تمت برمجتهم برمجة تامة إلا النزر اليسير الذي يصعب عليه الأخذ بزمام المطالبة بالحقوق والدولة له بالمرصاد وأول من يقف ضده نفس نوعيته التي تمت برمجتها حسب ما يأتي :
١/ انظر حولك جميع المسئولين الكبار من وزراء وأمراء مناطق ونحوهم تقريبا من الأسرة المالكة.
٢/تمت برمجة الشعب على أن حقوقهم نعمة أنعمها عليهم آل سعود فإلى عهد قريب لا يقوم جمع من على مائدة طعام إلا ويقول قائلهم: (الله يعز آل سعود والله ما قصروا) وكلما نالوا شيئا يسيرا من حقوقهم يقول قائلهم: (الله يعز الدولة أو الله يعز الحكومة) ولو كان يعيش حياة البأس والشقاء، فالمستشفيات بأسماء الملوك والأمراء وكذلك الجامعات والشوارع الكبرى والأحياء إلى حد أنك تجد في الرياض ومكة والمدينة وغيرها حي العزيزية وحي الفيصلية وحي الخالدية ومخطط الملك فهد ومخطط الأمير نايف وإسكان الأمير فواز ومراكز العلاج والمطارات والمؤسسات الخيرية كذلك ومراكز الأبحاث والجوائز كذلك وكراسي البحث والمشاريع كذلك وكل هذا تنويم مغناطيسي للشعب أن الأرض والخير كله من هذه الأسرة هي المالكة للبلاد والعباد وكل حق لك إنما هو منحة ومنة ونعمة ومكرمة منها .
٣/ الملك عبد العزيز رحمه الله أوصى الملك فاروق بوصية ذهبية قال له: (إذا أردت أن تملك الزمام فعليك أن تكسب جهتين الأزهر والجيش) وقد نفذ آل سعود هذه الوصية تنفيذا عجيبا فأما الجيش فجعلوه في أيديهم وتحت كبارهم وهو ليس جيشا واحدا بل جيوش فالدفاع والحرس الوطني والداخلية والحرس الملكي والمجاهدون عشرات الألوف ومع ضعف هذا الجيش عن رد أي اعتداء خارجي إلا بالمساعدة الخارجية وضعف تجهيزاته وتدريبه إلا أنه يحمي الدولة داخليا بالحديد والنار فكل من تسول له نفسه بالمعارضة فالسجن الذي لا نهاية له إلا أن يشاء الله أو القتل
ولنتخيل ذلك فيما حصل في دعوة الفقيه للمظاهرات المطالبة بإسقاط الحكم قبل بضع سنين ماذا حصل لها؟ لقد حدثني أحد أقربائي في القوات الجوية أنهم جمعوهم فيمن جمعوا من مناطق المملكة ومن جميع وحدات الجيش وجهزوهم بالذخيرة الحية وكان ممن رفض ذلك وقال: (والله لا أقتل مسلما) وحملوهم بالطائرات وهذا في مظاهرة سلمية بالمصاحف والغتر البيضاء
وحدثني أحد الأصدقاء من الحرس الملكي أنهم جمعوهم وأقنعوهم أنهم في مهمة للتدخل على الحدود ضد اليهود وطاروا بهم إلى الشمال ففوجئوا أن جمعهم بعددهم وعتادهم لحماية الأمير السكران الذي دخل على العوائل في منطقته
ولا يخفى ما تعرض له الرافضة قبل أكثر من ثلاثين عاما في المنطقة الشرقية من قمع شديد وصل إلى تهديدهم بمحو المنطقة من الخارطة وليس ذلك لمذهبهم الفاسد وإنما حفاظا على السلطة وهم يلعنون خيار الصحابة ويتهمون أم المؤمنين الطاهرة بالزنا ولا يحرك ذلك ساكنا ولكنهم لو سبوا أميرا وليس الملك لفعل بهم الأفاعيل وآخر ما يذكر في ذلك القمع الأخير في العوامية ولا يخفى موقف الدولة من المخالفين لها عن وصفهم بالإرهاب وأعملت فيهم القتل والاعتقال وأكثرهم لم يحملوا عليهم سلاحا بل مجرد اختلاف الرأي وتم إلصاق تهمة اعتناق فكر الخوارج بهم زورا وبهتانا
وأما المؤسسة الدينية وهي مقابل الأزهر فقد تم احتوائها احتواء شديدا وهي تتمثل في جهات أربع :
١- هيئة كبار العلماء ٢- والجامعات الإسلامية ٣- وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 4- ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف ، ويمكن أن يضاف إليهم القضاء وقد جعلت في أيدي معينين من قبل الدولة يعلنون الولاء التام ويتم إغداقهم بالأموال ويختارون بعناية فائقة وكل من يرى فيه أي توجه بالاختلاف عزل عن منصبه وأمثلة ذلك الشيخ الدكتور سعد الشثري الذي تم عزله مباشرة من هيئة كبار العلماء عندما تكلم فقط في الاختلاط الحاصل في جامعة الملك عبد الله
كما يتم وضع بعض النوعيات كعيون للدولة فمثلا عبد الوهاب أبو سليمان الصوفي المخرف المجاهر بحلق اللحية والأفكار المنحرفة عن المرأة وغيرها فرض فرضا حتى أيام الشيخ ابن باز كما نقل عنه رحمه الله وكذا يقال إن الشيخ كان يحتاط من الشويعر وهذا في ذاك الزمان فكيف بالوضع الآن
وقد تم إرضاء المؤسسة الدينية ببعض القرارات التي تحميهم من الطعن فيهم بحيث يحصل بذلك مكسبان : الأول كأن الدولة تحترم العلماء وتقدرهم وهو إسكات لهم وتغرير بالعامة ومن الطرائف في ذلك ما حدث لأول مرة أيام بدايات الربيع العربي أنه كلما جاء شخص للسلام على الملك قال له سلم على الشيخ يعني به المفتي!
والهيئة قد سلبت جميع الصلاحيات ووضعت في يد الحمين الذي ينفذ ما يؤمر به حرفيا! وأما القضاء فقد تم اختيار قضاة للقضايا الأمنية لا يعصون نايفا ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون بعد أن أعياه القضاة المستقلون وتم نقض أحكامهم وإعادة المحاكمات مرة أخرى !
وأما الجامعات وما أدراك ما الجامعات فقد وضع عليها رؤوسا يكادون يعبدون آل سعود وتم نسخ هويتها الإسلامية بصورة سيئة جدا ، خاصة جامعة الإمام التي كانت صرحا شامخا فأصبحت مرتعا لحليقي اللحى والمدخنين والفسقة سواء الطلاب والمدرسون إلا من رحم الله ، وأما الجامعة الإسلامية فأصبحت المتحدث الرسمي للداخلية حتى وصل الأمر أن يحاضر فيها أمراء من آل سعود ليعلموا طلبة العلم والمشايخ الإسلام الصحيح وآخر ذلك محاضرة العنصري الحامي للفجور والناشر له الذي بعدما أفسد أبها وأعيا أهلها انتقل إلى جده فنشر فيها الفساد والانحلال وفزع وآذى عباد الله في أرزاقهم واضطهد إخواننا المقيمين اضطهادا عجيبا إذا به يحاضر عن منهج الاعتدال والوسطية في أهل العلم وقلعة العلم وما اعتداله وواسطته إلا الفساد والسفور وكأنه يحكي قصة الثعلب الذي يقال فيه :
قام الثعلب يوما في ثياب الواعظينا !
وما أجمل كلمته حين مات الأمير سلطان فقال إن كرم حاتم الطائي لا يساوي واحد بالمليون في كرم الأمير سلطان ونسي أو تناسى أن حاتما كان يجود بماله القليل الذي لا يجد غيره والأمير سلطان يجود بمال المسلمين الذي وضع يده عليه بغير حق وهو قطرة في بحر ما لديه!
وعليه فقد أصبحت المؤسسة الدينية بوقا للدولة تلتمس لها المخارج وتستدل لأفعالها حتى وإن نقضت ما لايختلف عليه اثنان من أهل العلم في الماضي كالولاء والبراء وحرمة الاختلاط وما إلى ذلك
وأما وزارة الأوقاف التي لا تختلف عن سابقتها فهي قد وضعت في يد من تخلى عن ثوابت كثيرة كان ينافح عنها في الماضي وصدرت الأوامر بعزل كل إمام مسجد يشم منه رائحة الخلاف مع الدولة وتم تقييد الخطباء بل منع الأئمة من قراءة سورة الأنفال والتوبة وآيات القتال وعداوة الكافرين ونحوها بل تم تسييس خطب الجمعة لصالح الدولة حتى في الحرمين الشريفين وعلى وجه الخصوص مكة حيث خطبة لتأبين سلطان وأخرى لشفاء الملك وثالثة للرد على الرافضة في إيران والمنطقة الشرقية وأخيرا بوحدة الدول الخليجية وقد كان ومازال تسييس خطب الجمعة ممنوعا ولكن (حرام على بلابله الدوح؟ حلال للطير من كل جنس)
هذا وقد ساهمت المؤسسة الدينية مع ما سبق من تمرير أفعال الدولة بليِّ للنصوص ساهمت في تدجين المجتمع بفتاوى مضللة منها إعطاء حاكم البلاد حكم خليفة المسلمين العام وتنزيل النصوص الواردة في هذا في ذاك وهو قول ضعيف مرجوح مخالف لإجماع القرون المفضلة ومن بعدهم بل هو باطل ومنها تحويل الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر بالنسبة للحاكم والمجمع عليه عند الأمة والممدوح لديهم وبنص الحديث إلى نوع من أنواع الخروج عليهم ولم يبتدع هذه البدعة إلا ضعاف العلم من المحسوبين علماء لدى المملكة ومنها افترائهم أن جهاد الدفع يستوجب موافقة الإمام وأن من جاهد بغير إذن يسلك منهج الخوارج وهذا مخالف لأهل العلم ومن ذلك تحريم المظاهرات.
رابعا:ساهم الإعلام وما أدراك ما الإعلام في التلبيس على الناس كما هي العادة فيحول الباطل حقا والحق باطلا فالملك عبد الله الذي لا يحسن النطق بجملة تامة عد أبلغ البلغاء وحكيم الحكماء وألفت الرسائل العلمية في بلاغته في خطبه وما فيها من إعجاز بياني ثم جميع اختياراته موفقة، بل وأطلقوا عليه الملك الصالح ومنهم مشايخ وخلعوا عليه صفات المؤمن الكامل ولن نتعرض هنا لما تم محوه من قاموس علماء المملكة بعد أن كان بينهم، مثل اللحية والإسبال والموسيقى و الاختلاط ولكن كيف بحرب الله ورسوله بالربا المقنن والمدعوم وكيف بالتحالف مع الكفار من المسلمين وكيف بالسلام مع اليهود وكيف بحوار الأديان وكيف بحقوق الإنسان الجديدة وكيف بتعطيل الحدود حتى أصبح السارق بكل وقاحة يعلن الإعلام الحكم عليه بالسجن جهارا نهارا وكذا الزنا بل المغتصبون للأبكار والثيبات وكيف بسجن العلماء والدعاة وخيار الأمة بحجة أمريكا الكاذبة وكيف بأكل أموال الشعب المسكين وأمور كثيرة يندى لها الجبين ثم يقال الملك الصالح والخليفة الراشد بل ورجاله وعلى رأسهم الأمراء جميعهم صالحون بل قمة في الأخلاق والسخاء والعدل والحرص على المواطنين ،وما أجمل قولهم (كلما مات منا سيد قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول) والأولى أن تعدل هكذا (كلما مات منا سيئ قام سيئ ظلوم لأموال الشعوب أكول) وما أحلى (خير خلف لخير سلف)! وما رأينا خيرا فيمن سلف حتى نراه فيمن خلف! وهذه الكلمة تقال الآن في كوريا الشمالية للذي سام شعبه الذل والهوان ولكنوهم يسبحون بحمده ويعتقدون أن كل ما لديهم منه حتى شفاؤهم من الأمراض منةٌ منه ، وجميع الطغاة يلمعهم إعلامهم وانظروا لإعلام بشار المجرم وكيف كان إعلام الطغاة الذين سقطوا، وقد وقفت الدولة موقفا سيئا من ثورات الربيع العربي بل جندت المؤسسة الدينية لاستنكارها بطرق مباشرة وغير مباشرة وساهم الإعلام في ذلك أيما مساهمة ووقفت في صف المجرم حسني مبارك وأوت الخبيث ابن علي ودعمت معالجة السفاح علي عبد الله صالح ولكنها خالفت ذلك نوعا ما في ليبيا وسوريا للعداوة القديمة مع تحفظ أيضا، ويوجه الإعلام الشعب لمخاطبة الملك والأمراء بسيدي وتقبيل الأيدي والأكتاف وذلك تدريبا لهم على الذل والخنوع وأنهم أمام ساداتهم وهل للعبد أن يتعدى سيده ؟.
خامسا : القرارات الأخيرة التي لم تكن لتحصل لولا الربيع العربي ففجأة ودون مقدمات أدرك الملك حاجة الناس للسكن وإعانات البطالة ورفع الرواتب.. الخ وخرجت المليارات التي وصلت قرابة نصف تريليون فأين كانت هذه الأموال قبل الربيع العربي وأين كانت هذه الأحاسيس المرهفة مختفية ومع ذلك اغتيلت فرحة الناس في مهدها عندما وجدوا القيود الكثيرة التي حالت دون تحقيق شيء على أرض الواقع أو تحقيق الشيء اليسير لكن هذه القرارات كان لها دور كبير في امتصاص الشارع وخداع الدهماء .
سادسا : أخيرا نقول أن الذي ساهم في عدم ثورة السعوديين الجهل عند الكثير ,والترف , وطلب الراحة عند البعض, وتضليل المؤسسة الدينية , والتلبيس الإعلامي ,والتنويم المغناطيسي للشعب, حتى برمجوا على أنهم منحة من الحكومة ,والإبر المخدرة من إصلاحات جلها وهمُ إلى الآن ومع ذلك فقد خرج الناس وثاروا ولكن بأعداد قليلة تم قمعها في غياب التغطية الإعلامية فخرجوا يوم الجمعة الذي أتت بعده القرارات فاعتقلوا واعتصم كثيرون بالمطالبة واعتصم كثيرون للمطالبة بحقوقهم فمنهم من استجيب له خاصة النساء ومنهم من اعتقل وأما أهالي سجناء الرأي فاعتصموا اعتصامات عدة منها اعتصام في الحرم المكي وقوبلوا بالاعتقالات التعسفية والضرب حتى للنساء الضعفاء ومنهن من كسرت يدها ومنهن من رميت في مناطق غير مأهولة ليلا وغير ذلك ، وطبعا الإعلام يقوم على التعتيم التام ويتعامل مع الشعب على أنهم جميعا بلهاء جملة لا علم لهم بما حولهم كما أنه محصور في الأقلام المطبلة للحكومة الخادمة لسياستها وبالتالي يتم تضخيم ما لا يستحق وإخفاء البلايا وإذا اضطر إلى الحديث عن بعض السلبيات فمباشرة تلحق بالضعيف وهو المواطن أيا كان منصبه أما الأمراء والملك فكلهم يريدون الخير ولكن العيب في من تحتهم وكأن الملك والأمير يعيش في عالم آخر لا يقرأ ما يكتب ولا يرى ما يراه الناس وهو بريء مسكين فو الله إن كان يدري فتلك مصيبة وإن كان لا يدري فالمصيبة أعظم ولا يستحق أن يكون ولي أمر، وقضايا والفساد كثيرة والمتورط فيها أكثرهم هم الأمراء فهم أصحاب المخططات والأراضي الممنوحة لهم بالكيلومترات المربعة وهم الذين يبيعون التأشيرات بل والجنسيات وهم المتورطون في كثير من تهريب الكثير من المخدرات والأسلحة ولكن لا يمكن أن يحاسب منهم أحد وفتش في جريمة جدة التي جعلت لها لجنة لمعالجة الفساد ومحاسبة المتورط ولكن كما يقال حاميها حراميها وكبش الفداء فيها هو الشعب! برعاية زعيم العنصرية صاحب (مقولة ارفع رأسك انت سعودي غيرك ينقص وانت تزودي) الذي يدعي أن المشاريع المنفذة سعودية %100 والكل يعلم أنها أجنبية %100 ولكن ألبس الأجنبي غترة يصبح سعوديا واجعل الرئيس سعوديا فتصبح سعودية 100% .
وقد خرج الرافضة في الشرقية فقوبلوا بإطلاق النار و لكن هؤلاء مدعومون ولديهم سلاح ولا يتورعون عن فعل شيء فعمل لهم ألف حساب بخلاف الضعفاء الآخرين
ولا زالت التوقعات بثورة الشعوب التي لم تثر إلى الآن ومنها الشعب السعودي
ولازالت الدعوات لأن توفق الحكومة لإصلاحات حقيقية ومشاركة للشعب في إدارة بلدهم واتخاذ القرارات النافعة لهم والتوزيع العادل للمال المهدر بيد الأسرة المالكة والشعب يموت جوعا إلى غير ذلك
ولا أنسى في نهاية مقالي أن أعرج على حال الأخوة الأجانب الذين يمثلون قرابة ثلث سكان المملكة لكنهم لا دور لهم في ذلك لضعفهم و اضطهادهم وتحكم الكفلاء بهم والتلويح لهم دائما بعصا التسفير وإن كانوا يعانون ظلما وقهرا وضياعا لكثير من حقوقهم
وفي الختام أعود وأذكر نفسي إن أصابني مكروه بإخواني الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في سوريا ومن قبل في مصر وليبيا واليمن وتونس وغيرها في سبيل الدفاع عن حقوقهم المسلوبة ، والحمد لله رب العالمين ..
وهذه الصورة هدية المقال وأطلب من القارئ قبل أن ينزل لأسفل أن يخمن هل هي في مصر أو باكستان أو بنجلادش أو ربما العراق ؟
ملحوظة : كانت الصورة المهربة مع المقال من الجريدة لعربة يجرها حمار وعليها رجل وأهله مع بعض الخوص وقد فقدت ومن أراد الاستزادة من الصور فعليه بهذا الرابط
الفقر والجوع في المملكة