هل الإسلام يدعو إلى الحرية؟
-فلنكن صادقين- الحرية كلمة فضفاضة لها رونق ولها جاذبية يخدع بها الكثيرون وينادي بها المنادون ويركب موجتها الراكبون
ويدعي وصلا بها المدعون فهل هي كليلى كلا يدعي وصلا بها وليلى لا تقرلهم بذلك؟
حتى يتضح الأمر لابد أن نحدد معنى الحرية وهذا في الواقع يكاد يكون من المحال
ولكن في لغة العرب الحرية ضد العبودية وضد السجن؛
العبودية نوعان: عبودية لله وعبودية للبشر وهي الرق
وقد تكون العبودية للمخلوق مطلقا إذا خضع وذل له الطرف الآخر فهناك عبد المال وعبد المنصب وعبد الشهوة وهلم جرا.
وإذا نظرنا إلى الإسلام فإنه يدعو بل يلزم الخلق جميعا بالعبودية لله سبحانه وتعالى”وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”
وقال تعالى “إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين”
وقال “لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا”
وقال “وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا”
وأما النوع الثاني وهو العبودية للمخلوق فقد أقر الإسلام فيها العبودية للبشر وهي الرق بضوابط معينة
وحث على تحرير العبيد من الذكور والإناث وهي المرادة في قول عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا”
وهذا الأثرالذي يتمتم به الكثيرون في غير موضعه للتدليل على الحرية في الإسلام فيه نظر سندا ومتنا
وأما العبودية سوى ذلك فهي مذمومة وممنوعة “إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون”
وقال صلى الله عليه وسلم “تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة”
خلص من هذا إلى أنه لا حرية في الإسلام سوى الحرية من الرق لمن كان كذلك
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل في غير الإسلام حرية ؟
والجواب متفرع أيضا عن الوصول لضابط لمعنى الحرية وهذا من المستحيلات
وقد حاول بعضهم أن يختصر ذلك في قوله أنت حر مالم تضر
وهذا مبني على أن معنى الحرية أن تفعل ما تشاء مالم تضر الآخرين
وهو مع كونه خلاف المعنى اللغوي ليس بضابط لأنه مفتقر إلى تعريف الضرر الحقيقي فيه وهذه أم المعضلات
فمن الذي يعتمد قوله في تحديد هذا يضر أم لا؟ وماهو الذي يصح أن يسمى ضررا وما حده؟ وهل يعتبر قليله وكثيره؟ وما حد القليل والكثير؟
وحقيقة الأمر كما أنه لا يوجد حرية في الإسلام بهذا المفهوم فإنه لا يوجد حرية في غيره أيضا.
بهذا المفهوم لا يمكن أن ينفك أحد من قيود وأنظمة تحكمه كما أنه لا ينفك من التأثر والتأثير مع من حوله
وهذا التأثير كثيرا ما يكون ضررا من وجهة نظر البعض وبالمثال يتضح المقال:
حرية التعبير أو حرية الرأي المزعومة التي ينادي بها الكثيرون :
هل إذا سببت رجلا أو سخرت منه أو لعنت والديه اعتبر ذلك حرية في التعبير ؟ فكيف إذا تعدى ذلك إلى ربه ومعتقده ؟
إذا أنكرنا تاريخ بلد أو حضارته أو نسبتها لآخرين من سيقبل منك هذا باسم الحرية.
حاول أن تنكر فقط المحرقة النازية لليهود في معاقل دعاة الحرية المزعومة، وانظر ماذا يحصل لك؟
هل إذا دعوت إلى مايسمونه اﻷصولية والتطرف والإرهاب أو أيدته أو بررت له هل سيقبل منك أعداء ذلك ما فعلت باسم الحرية؟
هل إذا حاربت قيم دعاة الحرية المزعومة وأظهرت ضررها وفسادها وإفسادها هل سيفرحون بذلك؟ ويصفقون له باسم الحرية؟
يكفي نظرة إلى الإعلام والتعامل الإقصائي التام مع العلماء والكتاب الإسلاميين
ﻷن الإسلام ﻻ يوجد فيه حرية للرأي فلا رأي لك في شريعة الله
“وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم”
“فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت وسلموا تسليما”
أما حرية اللباس فقد شرق أكبر دعاة الحرية بريقهم من لباس المرأة المؤمنة وامتلأت صدورهم غيظا من سترها
وما أوهى حججهم
إذا كانت المتحجبة لا تعرف وخطيرة أمنيا فلماذا معدل الجريمة في أمريكا وأوروبا وغيرها من الدول الإباحية قد فاقت معدلاتها التصور
من أراد التخفي فلا ينتظر حجابا يمكن التأكد من صاحبته بكشف امرأة عنها
لكن يكفيه أن يذهب لمزوري السينما الذين يحولون الرجل الفحل إلى إمرأة مومس عارية إلا قليلا ولا يكشف
ولا ننس الوجوه المستعارة وعمليات التجميل بل وتزوير البصمات..
كم من دعاة الحرية في اللباس صادق في دعواه.
هل يقبل في الكونجرس الأمريكي امرأة بمايوه توبلس أو حتى بيكيني؟
هل يقبل في أن يأتي أستاذ في جامعة أكسفورد عاريا كما ولدته أمه؟
يقولون إن حرية اللباس لا تضر وقد كذبوا وشغبوا،
إن الضرر أنواع: هناك ضرر نفسي أشد من الضرر البدني وضرر خلقي وضرر مادي وضرر ديني.
إن التي تلبس ملابس فاتنة ضررها على الفرد والمجتمع قد يفوق متعاطي المخدرات
فعلى النساء تقاتل الأخوان
ويكفي النظر في إحصائية حوادث الاغتصاب في البلاد الإباحية والشذوذ وما يرتبط بذلك من قتل وخلافه..
وليس المجال لبيان خطورة العري والتفسخ، دعاة حرية اللباس كذبة.
ﻻ يوجد في الإسلام حرية للباس يوجد عورة يجب سترها لكل من الرجل والمرأة ونوعيات من اللباس ممنوعة وأخرى جائزة.
لا يوجد في اﻹسلام حرية في الدين “قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر وﻻ يحرمون ما حرم الله ورسوله
ولايدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون”
“و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله”
“من بدل دينه فاقتلوه”
لا يوجد في اﻹسلام حرية في الطعام ولا حرية في العمل ولا حرية في الزواج ولا…ولا…
الإسلام دين العبودية لله والتقيد بشريعته ومن لم يقبل به فهو عبد للبشر ومتقيد بقوانينهم وأنظمتهم الوضعية
فأي الفريقين أهدى وأحق باﻷمن إن كنتم تعقلون؟