الرقم : 000060 التاريخ : 11 رمضان 24
السؤال : إن العبد ليحزن لما يحصل في مكة فأود من فضيلتكم تعليق؟ وهل في ذلك ذريعة لبعض المنافقين أو يتعللوا ويقولون كيف يحصل هذا ومكة آمنة من قول الله عز وجل؟
الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
بالنسبة لما حصل وقد حصل منذ أزمان طويلة وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى ” والمسجد الحرام الذي جعلناه آمنا ” ” ومن دخله كان آمنا ” فهذا الإخبار بمعنى الأمر فإن العرب كانوا يستخدمون الإنشاء يريدون به الإخبار ويستخدمون الإخبار ويريدون به الإنشاء وهذا التعبير الإنشاء بمعني الإخبار والعكس أبلغ فقوله تعالى ” ومن دخله كان آمنا ” أوجب من أن يقول ومن دخله عليكم أن تؤمنوه فالتعبير هنا بالإخبار بإيجاب وتأكيد الإيجاب فلا يجوز أن يحصل قتل أو قتال في حرم الله عز وجل الآمن ولكن حصول ذلك قدرا كونا وقدرا واجب فمعلوم أن الكعبة قد رميت بالمنجنيق في عهد ابن الزبير والنبي صلى الله عليه وسلم الصواب دخلها عنوة وقال اقتلوه ولو كان معلقا بأستار الكعبة كابن أبي الصرح ونحوه فلا إشكال في حصول ذلك كونا وقدرا ولا تعارض مع قول الله عز وجل ” ومن دخله كان آمنا ”
أما الكلام في شرعية حصول ذلك فشرعا لا يجوز أن يحدث قتال في داخل الحرم إلا إن كان دفاعا عن النفس من قبل الشخص القاتل أي إذا أراد شخصا أن يقتلك في الحرم فدفاعا عن نفسك فقتلته فيجوز ذلك أما أن يبتدأ بالقتال مع شخص لم يقاتلك أصلا فهذا لا يجوز شرعا حتى الكافر فقال تعالى ” ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم ” وكذلك السلطة أو المسئول يلتزم بتلك النصوص الشرعية فإذا خالفها فالإثم يقع عليه هذا من الناحية الشرعية أما من ناحية ما حصل فالأمة كما تعلمون تمر بفترة من الأزمات لا يستطيع أن يعرف ما هو الواقع تماما ولا يستطيع أن يأخذ بما يقال ونحن نجعل الأمر في رقبة من تولاه يسأل عنه يوم القيامة.
والله تعالى أعلم .