الرقم : 000172 التاريخ : 23- شعبان – 1425 هـ
السؤال : في قضية قيام الليل الرسول عليه الصلاة و السلام عندما قام بالمسلمين في بداية الأمر و استمر معهم الليلة الأولى و الثانية و الثالثة ثم عندما قال خوفا أن تفرض عليكم و اعتقد في هذه المناسبة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة” و لكن أين يوجد الحديث الذي يقول (من قام مع إمامه حتى ينصرف فقد كتب له قيام ليلة) فالحقيقة هنا من يتكلم على قضية القيام مع الإمام حتى و لو زاد عن الإحدى عشر ركعة و لكن أحيانا الإنسان يريد أن يحافظ على سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد أن يقيم الليل بإحدى عشر ركعة فقط فإذا انصرف هنا يقول لم ينطبق عليه هذا الحديث و هو كأنه لم يقم هذه الليلة و في ذلك كيف نوفق بين أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة و بين من قام مع إمامه حتى ينصرف و بارك الله فيكم.
لإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
هذه المسالة في كل سنة نتعرض لها و هي مسألة قيام رمضان و الحديث المشهور الذي فيه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة و تعارض ذلك في قضية الوتر و في من يريد أن يصلي 11 ركعة و في من يريد أن يصلي في منزله و ما إلى ذلك و قد تكلمت على هذه القضية بالتفصيل عدة مرات و باختصار أقول لكم النصوص المتكاثرة تدلل على خلاف ما يدل عليه حديث (من قام مع الإمام حتى ينصرف) و هذا الحديث الوحيد في هذه القضية مختلفا أولا في ألفاظه و ثانيا معناه يحتمل صلاة التراويح و يحتمل صلاة العشاء و الأظهر في معناه أن المراد به صلاة العشاء (فمن قام مع الإمام) أي صلى معه صلاة العشاء حتى ينصرف كتب له قيام ليلة فالنبي صلى الله عليه و سلم ذكر أن من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل و قال و من صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله فالحديث يحتمل انه في فضل من صلى العشاء في جماعة و انه طالما انه صلى العشاء في جماعة فقد كتب له قيام هذه الليلة لأنه اخذ اجر قيام نصف ليل و هذا قيام ليلة و كذلك إذا كان الشخص قد صلى ركعة واحدة في الليل فانه يكتب له قيام ليلة فكيف يشترط أن يصلي جميع الركعات مع الإمام متنفل ثم كيف يحث النبي صلى الله عليه و سلم على شيء لم يكن في عهده أصلا يعني هذا الحديث متعارض مع النصوص الواردة في الصحيحين و لأجل هذا اعرض أصحاب الصحيح عن إخراج هذا الحديث فلم يخرجه لا البخاري و لا مسلم فالعبرة في هذه المسألة بلزوم الأحاديث الصحيحة الثابتة المتوافرة و المتضافرة و هي أن من صلى في بيته فان صلاته في بيته أفضل و من أراد أن يأخذ اجر صلاة الجماعة لأنه في بيته لا يستطيع أن يصلي كما يصلي في المسجد و لا يستطيع أن يقوم بما يقوم به في المسجد فصلاته في المسجد في هذه الحال أفضل بالنسبة له و كذلك الذي لا يستطيع أن يؤخر صلاته إلى أخر الليل كما قال عمر رضي الله عنه نعمة البدعة و التي ينامون عنها أفضل كذلك إذا صلى أخر الليل فلا شك انه أفضل من أن يصلي في أول الليل و على كل حال الكل مأجور أن شاء الله تعالى و كل حسب نيته.
والله تعالى أعلم .