الرقم : 000224 التاريخ : 2 محرم 25
السؤال : – في مسألة تحريك الأصبع في التشهد فما هو تحرير الخلاف فيه؟
– قد يقول قائل إنها عبث؟
– ولكن هذه رواية واحدة من بين أربع عشرة رواية، وهي رواية زائدة ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إنها شاذة؟
– الروايات السابقة فيها الثوري وابن عيينة؟
– في بعض الروايات جاءت أن النبي صلى الله عليه وسلم يحرك بالأصبع نحو القبلة وأخرى أنه يحركها يدعو بها؟
الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
– جاءت روايات تثبت التحريك، وروايات تنفي التحريك، وأهل العلم عندهم قاعدة وهي أن المثبت مقدم على النافي، وطالما أن الرواية التي جاءت تثبت التحريك وهو الأظهر فإن التحريك هو الأولى لثبوته فإن الثابت عنده علم زائد على النافي فلعل الذي نظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال ” ولا يحركها ” كان في هذه اللحظة كان لا يحركها أو لم يراه وهو يحركها حيث كان إصبعه صلى الله عليه وسلم عندئذ ثابتا، فهذا هنا المثبت مقدم على النافي فالأولى أن يحرك المسلم إصبعه في التشهد عند كل دعاء لأن النص يقول ” يحركها عند كل دعاء.
– الذي يقول إن هذا عبث هذا لا يفهم لأن الحركة التي تتعلق بالصلاة إذا ثبتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يقال إنها عبث يمكن أن يقول الشخص أن رفع اليدين عند التكبيرة عبث وبعض الفقهاء قال بذلك، فيروى أن الإمام أبا حنيفة رحمه الله رأى رجلا يرفع يديه كلما خفض ورفع أو في مواضع الرفع التي جاءت فقال: ماله يريد أن يطير فرد عليه الإمام ابن المبارك: إن لم يطر في الأولى فلن يطير في الثانية أو نحو ذلك فلأجل ذلك الوقوف عند النصوص الشرعية هو الأصل ولا ندخل عقولنا في مثل ذلك.
– هذه المسألة تحتاج إلى دراسة هل هي رواية واحدة فقط وهل هي رواية الزائدة تعتبر شاذة أم تعتبر زيادة ثقة والذي يفصل بين الرواية الشاذة والرواية التي تكون زيادة ثقة جهابذة في الحديث فالشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه مع احترامي لعلمه وفضله في العلوم العقائدية والفقهية لم يكن من المبرزين لعلم الحديث بالإضافة إلى أن هذه المسائل التي يجزم فيها حفاظ الأمة فينظر هل هناك من قال بشذوذها وهل يرجح قوله على من قال أنها زيادة ثقة وعلى كل حال زائدة ابن قدامة ثقة من رواة الشيخين وقد يكون أقوى من الرواة الأربعة عشر هؤلاء جميعا فلابد من النظر في منزلة كل راو في الروايات وعلى كل حال الرواية صحيحة.
– خيرا إن شاء الله أنا قلت أنا لا أحقق المسألة الآن ولكن هناك ألفاظ ينفرد بها الثقات عن غيره بخلاف المجلس يعني الحديث لو كان في مجلس واحد قد يكون هذا مقبولا وتقرير هذه المسألة بصعوبة بمكان وإذا كان واحدة الزيادة ثقة فالأصل أن زيادته مقبولة لأن الشيخ قد يكون روى الحديث لخمسين نفسا فحفظوه منه من غير زيادة ثم بعد ذلك يرووا الحديث في مجلس واحد لشخص فيأتي به على وجهه ففي هذه الحال إتيانه به على وجهه لهذا الراوي لا يمكن أن يقال بالشذوذ لهذه الرواية فالمسألة من أصعب المسائل على جهابذة الحفاظ ففي هذه الحالة فرق كبير بين زيادة الثقة وبين الشذوذ فهذه المسألة من أصعب المسائل على جهابذة حفاظ الحديث فاترك هذا جانبا فلاشك إن اختلف الشيخ الألباني وبين الشيخ ابن عثيمين حول مسألة كهذه فالقول قول الشيخ الألباني لأنه إمام هذه الفنون وكذلك الشيخ مقبل إذا اختلفوا في هذه المسائل الدقيقة فلاشك القول قول الشيخ الألباني فالفرق بينهما كبير رحمهم الله جميعا.
– فالإشارة إلى القبلة تبين التحريك فالنص: ” يرمي بها إلى القبلة وعند الدعاء ” بمعنى كلما بدأت دعوة ” اللهم صل على محمد ” فإنك ترفع الإصبع وتحركه فهذا معنى قوله يدعو بها.
والله تعالى أعلم.