الرقم : 001309 التاريخ : 15 – 1423 هـ
السؤال : الأخ يسأل يقول : هناك بعض أهل العلم الأفاضل من يقول : إن أحكام التجويد ليست ملزمة ، والذي أعرفه من أهل العلم وأدين الله به أن هذه الأحكام واجبة ، فما الذي جعل هؤلاء المشايخ وأهل العلم الفضلاء يقولون بذلك القول ؟
الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أولاً : من منهج أهل السنة والجماعة أنهم لا يقلدون في دينهم أحداً ، وإنما العبرة بالدليل الذي استدل به أهل العلم . وفي كل مسألة يحصل فيها اختلاف بين أهل العلم فإنما العبرة دائماً بالدليل ، وعلى المسلم الذي يستطيع أن يفهم ذلك أن يأخذ القول المؤيَّد بدليله ، وبغض النظر عن القائل والأسماء الذي تذكر بجوار القول المقول
وكما تعلم ، فإن أمور العلم فيها من التخصصات ما يكون خافياً على كثير من العلماء الآخرين ، فهناك علوم دقيقة إذا لم يتفرغ لها وينبري لها العالم فإنه يكون بمعزل عنها وإن كان مبرزاً في جوانب أخرى من العلم ، فينظر لهؤلاء العلماء هل هم من المبرزين في علم القراءات ولهم في ذلك باع ، وكما تعلم فالأمة الإسلامية مر على عصورها أئمة فطاحل في علم القراءات وتخصصوا في هذا العلم ، فهؤلاء الذين يرجع لهم في هذه المسألة ، وأما أن يرجع في ذلك إلى رجل متخصص في اللغة العربية أو في الفقه أو في أصوله أو في العقيدة ، فهذا من إرجاع الأمر إلى غير أهله ، وإن كان الشخص عالماً مبرزاً في فنه . والذي كان عليه أهل العلم من المتخصصين في هذا الفن الذين انبروا له وأفنوا أعمارهم في هذا العلم هو ما ذكرته من أن أحكام التجويد واجبة ، ولا بد منها لمن يريد أن يقرأ كتاب الله تعالى ، وقد ذكرت الأدلة علي هذا في المحاضرة الأولى والثانية في دورة التجويد المنعقدة في رمضان الفائت من هذه السنة ، والمحاضرة موجودة مسجلة في الموقع ، فلو رجعت إليها سوف تجد ما يسرك إن شاء الله تعالى ، وإنما كلامنا هذا من باب الاعتذار عن هؤلاء العلماء الأفاضل الذي لم يحالفهم الصواب في الجواب في هذه المسألة ،
والله تعالى أعلم .