الرقم : 001333 التاريخ : 17 – 1423 هـ
السؤال : الأخ يسأل يقول : ما هي الشروط التي تتوفر في الشخص حتى يطلق عليه أنه بدعي ، وكيف نعرف الشخص المبتدع من غيره ؟
الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الشخص الذي يوصف بالابتداع ويقال عنه : إنه بدعي أو مبتدع ، هو الشخص الذي يتبنى منهج أهل البدع ، وينتسب إليه . وليس كل من وقع في بدعة يسمى مبتدعاً أو يخرج من أهل السنة والجماعة . فإذا كان الشخص أصوله على منهج أهل السنة والجماعة وينتسب إليهم ويسلك طريقهم فإنه لا يخرج منهم بارتكابه شيء من البدع ، طالما أنه لم يتخذ منهجاً مخالفاً لمنهج أهل السنة والجماعة . وكذلك لا بد من التفريق بين البدعة الشرعية وبين البدعة اللغوية ؛ فهناك من يخلط بين البدعة الشرعية وبين البدعة اللغوية ، فلا بد أن تكون البدعة متعلقة بالشرع ، وفيها قربة لله سبحانه وتعالى .
أيضاً ، فرق بين الذي يقع في بدعة تتعلق بالاعتقاد وبين البدع الأخرى ؛ فإن البدع العقدية أخطر من البدع التي تكون في العبادات ونحوها .
وأيضاً ، هناك بدعة عقدية مكفرة مخرجة من الملة ، وهناك بدعة عقدية لا تخرج من الملة . والتفصيل في ذلك يطول ، ولكن كما قلت : لا يعتبر الشخص مبتدعاً إلا إذا توفرت فيه الشروط وانتفت الموانع .
والذي أقوله بالنسبة لمن لم يستطع التمييز ومعرفة هذه الأمور ، فإنه يرجع إلى أهل العلم . ولا يعتبر الشخص مبتدعاً بإطلاق بعض أهل العلم عليه ذلك ، لاحتمال حصول الخلاف . وإنما من أجمع أهل العلم أو اتفق جلُّهم على أنه مبتدع ، فهذا ينتبه إليه ويحذره الناس . واتفاق أهل العلم ليس بقول واحد وخمسة وعشرة ، وإنما أن لا يكون بين أهل العلم فيما يعرف الشخص خلاف في ذات الذي ذُكر بأنه مبتدع . وكما قلت : لا بد أن يكون الشخصُ قد وُصفَ بذلك باتفاقٍ من أهل العلم . وأكرر ذلك حتى يتفهم الإخوة بعض الأمور التي تدور في الساحة ،
والله تعالى أعلم .