الفرق بين قتل العدو وقتل الصديق
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه .. نهنئ أمة الإسلام بهلاك ثلة من أئمة الكفر وعلى رأسهم الهالك قاسم سليماني لعنة الله عليهم وعلى من حزن عليهم ودعا لهم ونعاهم وتألم لهلاكهم نسأل الله أن يحشرهم أجمعين في قعر نار جهنم
وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون ..
المؤمن يفرح لهلاك الكافر ويحزن لمقتل المسلم ويسجد شكرا لهلاك أئمة الكفر
اليوم يفتضح العميل وصاحب البراغماتية الذي طار فرحا لمقتل خيار الصالحين وادعى ماادعاه من كذب وزور وأظهر الشماتة ثم يصيح ألما أو يسكت صامتا أو يرمي بضع كلمات على استحياء في مقتل هؤلاء الطواغيت
وحتى لايقول قائل قتلوه كما قتلوا من تحبون فكلهم في بوتقة واحدة نقول لهم :
هناك فرق كبير بين قتل العدو وقتل الصديق يعرفه العاقل المنصف
ولكن هل يقتل الصديق صديقه ؟
نعم يقتله في مواقف معينة أولها إذا احترقت ورقته ولم تعد صالحة للعب بها وثانيها إذا كان حاملا لأسرار يلزم دفنها معه وثالثها إذا شب عن الطوق وأصبح يحاول أن يعترض على سيده ورابعها إذا أضر بالمصلحة … هذا في عرف السياسة القذرة
والفوارق بين قتل الصديق وقتل العدو تتضح فيما يلي :
إذا كان المقتول مسالما لقاتله لم يصبه بنائبة ولم يضر بمصالحه إلا فقاعات في الهواء كالموت لأمريكا والموت لإسرائيل فهو صديق
إذا كان المقتول في حوارات سابقة مع القاتل ومفاوضات وأخذ وعطاء وتصريحات ثنائية تتوافق أحيانا وتتخاصم أحيانا فهو صديق
إذا كان المقتول مقتسما مع القاتل بعض الكعكات مباشرة أو عن طريق مخالبه كمنح بغداد لأوليائه ومنح لبنان لأصفيائه فهو صديق
إذا كان المقتول ظاهرا في المحافل متحركا في حرية تامة ويلتقي بفلان وعلان دون أن يستهدف فهو صديق
إذا كان المقتول قد قتل بعملية تقليدية لم تحتج لشراء ذمة قريب وخيانة لصيق لأنه من السهل استهدافه لكنه متروك عمدا فهو صديق
إذا كان المقتول لم يسبق قتله محاولات عديدة لاستهدافه وإعلانات عديدة لمقتله يتبين كذبها فيما بعد فهو صديق
إذا كانت الفرحة بمقتل القتيل محدودة مجرد إعلان أو تصريح بأنه درس ورد ونحو ذلك فلم تعقد المؤتمرات ولم يشوق العالم للإخبار بمقتله ولم يصل الزهو بالقاتل لمنتهاه أن استطاع قتله فهو صديق
إذا كان المقتول لم يحظ بفرحة عارمة ملأت قنوات عملاء القاتل وظهرت على ألسنة وأقلام عبيده وإنما تداولوا مقتله كخبر من الأخبار فهو صديق
إذا كان المقتول يحزن عليه بعض أصدقاء وحلفاء القاتل ويفرح بمقتله البعض الآخر ولم تجتمع كلمتهم على الفرح بمقتله فهو صديق
هذه بضع علامات ويوجد غيرها تضيء الطريق لمن أظلم عليه وهي عندنا بدهيات أحببنا المشاركة بها في تلك الحادثة التي أدخلت الفرحة علينا في الكم الهائل من المآسي التي تعيشها الأمة فإن تسلط الظالم على من يعينه لها لذة خاصة وشماتة تشفي الصدور
فقارن أيها العاقل مقتل سليماني بمقتل غيره لتعرف من العدو ومن الصديق والحمد لله رب العالمين
وكتب
د.محمد طرهوني
8/5/1441هـ