هذه أسئلة مفرغة من صوتيات لقاءات البالتوك عام 1425 هـ لم يتم نشرها كمثيلاتها تعجلناها لحاجة الإخوة لها هذه الأيام
السؤال :
بالنسبة لصيام الستة أيام من شوال طبعا يتكرر هذا السؤال في كل سنة في مثل هذا الوقت .
الجواب :
أولا : بالنسبة لصيام أيام الست حتى يكون الجواب شاملا لجميع المسائل فنقول إن من السنة أن يصوم المسلم ستة أيام بعد شهر رمضان من شوال وأن هذا يحسب له بصيام الدهر وقد ثبت الحديث بذلك ولا عبرة بقول من لم ير هذا الشيء أو هذه السنة لأن الحديث صحيح والقول الراجح هو قول من قال بسنية ذلك . الأمر الثاني هو تتابع هذه الأيام هل تصام متتابعة أو لا تصام متتابعة ويجب أن تفرق فيقال إن الأولى أن تصام متتابعة خروجا من الخلاف وإن كان الصحيح أنها على التخيير من شاء صامها متتابعة ومن شاء صامها متفرقة المهم أن تكتمل ستة أيام من شوال لأن هذا ظاهر الحديث وليس فيه التقييد بأن تكون متتابعة فالذي يقول بوجوبها متتابعة أو يعني وجوب أن تكون متتابعة حتى يحصل الأجر فهو مطالب بالدليل على ذلك ولا دليل . الأمر الثالث وهو هل هذه الأيام تصام أولا أو يصام القضاء أولا فالجواب الأولى أن يصوم القضاء أولا إذا كان يسيرا وإن كان الراجح أنه يجوز له أن لا يصوم القضاء أولا وإنما يصوم هذه الستة أولا لأن وقتها مضيق والقضاء أمره واسع وقول بعضهم إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” من صام رمضان ” وهذا الذي أفطر بعض الأيام لا يعتبر قد صام رمضان يقال له هذا يجاب عليه من وجهين : الأول أن من صام رمضان وأفطر بعض الأيام التي أمره الشارع بالفطر فيها أو رخص له بالفطر فيها يسمى قد صام رمضان شرعا وعرفا ولا يقال عنه إنه أفطر رمضان يعني لو رجل سافر يوما في رمضان فسئل هل صمت رمضان ؟ هل يقل لا لم أصم رمضان أو يقول أنا أفطرت رمضان وهل يطلق عليه أنه لم يصم رمضان هذا لا يقول به أحد فالصواب أن كلمة من صام رمضان يدخل فيها من أفطر أياما بعذر مشروع ثانيا إذا سلم بذلك فيقال الأيام التي أفطرها عبارة عن أماكن خالية يسدها صيامه في أي وقت كان فلا يحصل له الأجر حتى يكتمل له صيام شهر رمضان يعني يصوم الأيام الستة ولا يحصل له الأجر الذي هو كصيام الدهر حتى يعوض الأيام التي فاتته أو أفطر فيها بعذر شرعي فإذا صام هذه الأيام في أي وقت من السنة كتب له في هذا الوقت الأجر كاملا و الله سبحانه وتعالى أعلم .
السؤال :
الأخ يسأل يقول كيف يرد على من قال أن من صام الست قبل القضاء لا يصح أن يطلق عليه أنه صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال بنص حديث أبي أيوب .
الجواب :
أجيب باختصار فأقول هل الذي صام رمضان ثم أفطر يوما لسفر أو لعذر كمرض أو نحوه هل يقال عنه ماذا يقال صام رمضان أم يقال عنه أفطر رمضان ما الذي يقال عنه هذا يطلق عليه صام رمضان شرعا وعرفا يعني إذا سؤل هذا الشخص هل صمت رمضان يقول الحمد لله صمت رمضان هل يقال عنه أفطرت رمضان لا يمكن الذي أفطر رمضان هو الذي يفطر بغير عذر شرعي فهذا يقال عنه أفطر رمضان ثم قلنا مع التنزل إذا قلنا إن هذا الشخص لا يعتبر قد صام رمضان فيقال لا حرج في ذلك لكن لا يكتب له الأجر حتى يتم صيام رمضان يعني الأيام التي أفطرها الله عز وجل جعل له عدتها من أيام أخر فلو صام في أي وقت من السنة فاستكمل رمضان حصل له الأجر الذي ترتب على هذا الحديث لأنه في هذا الحال قد صام رمضان باتفاق الجميع المهم أن يصوم الأيام الستة والأيام التي أفطرها بعذر تقضى فإذا قضاها في أي وقت وأتم قضاءها أصبح قد صام رمضان وأصبح قد أتبعه بست من شوال لأن الأيام التي قضاءها هي في مقابل الأيام التي قضاها سواء بسواء كما قال الله عز وجل : فعدة من أيام أخر فكأنها أماكن فارغة قد ملئت بهذا الصيام الذي صامه قضاء فيحصل له الأجر عند استكمال هذه الأيام وليس شرطا أن يبدأ بقضائها ثم بعد ذلك يصوم الأيام الستة وكما قلنا الأدلة الأخرى تقوي ذلك كفعل عائشة رضي الله تعالى عنها بإقراره صلى الله عليه وسلم والله سبحانه وتعالى أعلم .
السؤال :
يقول السائل إذا كانت امرأة قد نفست في شهر رمضان فقضت شوال كله في تعويض هذا الشهر فهل تصوم ستة أيام من ذي القعدة ؟
الجواب :
هذا الذي فعلته خطأ وإنما تصوم الأيام الستة من شهر شوال ثم تقضي بعد ذلك ما عليها في نفاسها تقضي ثلاثين يوما بعد الستة أيام في أي وقت شاءت كما قلنا أما إذا كانت صامت بنية القضاء فقد فاتها هذا الأجر عمليا وإن كان قد يكتب لها من باب فضل الله عز وجل بنيتها طالما أنها فهمت من فتوى بعض أهل العلم أن القضاء لابد منه أولا فهي مأجورة بنيتها والله سبحانه وتعالى أعلم .
صيام الأيام الستة يا إخوان قلنا أن الصحيح أنها تقضى الأيام الستة ثم يصوم الذي يريد يصوم الأيام الستة قبل القضاء إن شاء وإن شاء قضى قبل الأيام الستة وفصلنا في هذا وقلنا أنه لا يوجد دليل يدلل على وجود القضاء قبل الأيام الستة فصلنا في هذه المسألة في السنوات الماضية العام السابق والذي قبله وأقول الآن من ضمن أيضا الأدلة فعل عائشة رضي الله تعالى عنها فإنها كانت لا تقضي رمضان إلا في شهر شعبان وذلك لانشغالها بالصيام مع النبي صلى الله عليه وسلم النوافل الأخرى ولا يعقل أبدا أن عائشة رضي الله عنها كانت لا تصوم الأيام الستة وكانت لا تصوم الاثنين وكانت لا تصوم الخميس و لا تصوم عاشوراء يعني أفجر من نعرف قد يحصل منه صيام لبعض هذه الأيام النوافل فكيف أم المؤمنين لا تصوم شيئا من النوافل حتى تقضي في شهر شعبان هذا شيء غير معقول وهذا حاصل في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وبإقرار منه صلى الله عليه وسلم فهي امرأته ويعرف متى تصوم ومتى تفطر فهذا يعتبر في حكم المرفوع ولا شك أن هذا دليل قوي وأما الإمام مالك فقد تكلمنا في مسألة من قال من أهل العلم بعدم صيام الأيام الستة أساسا فهذا مما خفي على بعض أهل العلم هو لا يقول بصيام الأيام الستة أساسا وهذا عجز البشر فالإمام مالك قال بعدم صيام الأيام الست من الأساس والصحيح قول غيره من أهل العلم والعبرة بالنص والله سبحانه وتعالى أعلم .