خواطر مع الواقع 9
الكفار الفضلاء !!
ماهذا العنوان العجيب ؟ كفار وفضلاء ؟؟ نعم .. هناك كفار فضلاء وفيهم خير عظيم ويظن فيهم أنهم لو علموا حقيقة هذا الدين لم يترددوا في الدخول فيه ..
نعم بعض الكفار خيرهم عظيم لأهل الإسلام .. ودورهم في نصرته أعظم من دور كثير من المنتسبين إليه ! بل إن بعض المنتسبين إليه هم وبال وبلاء على دين الإسلام أمثال هؤلاء السفهاء المبتدعة الذين يطعنون في أئمة الإسلام العظام أمثال الإمام أبي حنيفة والإمام النووي والإمام ابن حجر وأمثالهم ويسقطون قادة الأمة الذين جعلهم الله مصابيح دجى لأبنائهم أمثال الناصر صلاح الدين الأيوبي ..
أثارني لكتابة هذه المقالة السريعة الموقف العجيب المشرف لكفار أمريكا من الشباب الذي يضحي بمستقبله وبحياته الناعمة ويتحمل مالايقدر على تحمله جل الناس للدفاع عن المسلمين المستضعفين في فلسطين ضاربا أروع الأمثلة للكافر الفاضل في زماننا ! وذلك في وقت نرى فيه منتسبين للإسلام يضربون أقذر وأقبح وأنتن الأمثلة للمسلم المنافق المتزندق الرعديد الحقـ.ير من قادة ومسؤولين وكتاب وصحفيين روائحهم كرائحة الظربان في نصرة الكيان الصـ.هيو.ني .
رأيت هؤلاء الفضلاء وهم من عوام الكفار الذين ننهى أشد النهي عن استهدافهم ، فذكروني بأفضل الكفار أبي طالب عم النبي ﷺ ودوره العظيم في نصرة الإسلام ، وتذكرت ألم النبي ﷺ لموته على غير ملة الإسلام وقوله بحرقة له بعد موته : أما والله لأستغفرن لك مالم أنه عنك . حتى نهاه الله سبحانه فأمسك .
تذكرت ابن الدغنة وهو يأخذ بيد أبي بكر الصديق ويرده من طريق الهجرة الوعر إلى الحبشة ويقول له : إنَّ مِثْلَك يا أبا بكرٍ لا يخرُجُ ولا يُخرَجُ إنَّكَ تَكسِبُ المَعدومَ وتصِلُ الرَّحِمَ وتحمِلُ الكَلَّ وتَقري الضَّيفَ وتُعينُ على نوائبِ الحقِّ وأنا لك جارٌ فارجِعْ فاعبُدْ ربَّك ببلدِك . ويدخله مكة مرفوع الرأس في جواره .
تذكرت المطعم بن عدي وهو يجير رسول الله ﷺ بعدما آذاه قومه عقب وفاة أبي طالب فذهب إلى الطائف يبحث عمن ينصره فأدماه سفهاؤهم حتى أدخله مكة في حمايته فحفظها له رسول الله ﷺ وقال حين مكنه الله من أسارى بدر : لو كان المطعم بن عدي حيا ثم سألني هؤلاء النتنى لوهبتهم له !
تذكرت عبد الله بن أريقط الذي ائتمنه النبي ﷺ على أعظم حدث في تاريخ الإسلام ونقطة التحول العظيمة في حياته ﷺ وكانت حياته وحياة أبي بكر أمانة في عنقه فأدى الأمانة على خير وجه وأوصل نبي الله وصاحبه إلى المدينة سالمين .
تذكرت أبا البختري ابن هشام وهو يقاتل مع كفار مكة في بدر فيقول النبي ﷺ من لقي أبا البختري فلايقتله وذلك لأنه كَانَ أَكَفَّ الْقَوْمِ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَهُوَ بِمَكَّةَ، وَكَانَ لَا يُؤْذِيهِ، وَلَا يَبْلُغُهُ عَنْهُ شَيْءٌ يَكْرَهُهُ، وَكَانَ فِيمَنْ قَامَ فِي نَقْضِ الصَّحِيفَةِ الَّتِي كَتَبَتْ قُرَيْشٌ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ .
تذكرت بُدَيْلُ بنُ ورقاءَ الخزاعيُّ وقومِه مِن خُزاعةَ الذين كانوا كانت عَيْبَةَ نُصحِ رسولِ اللهِ ﷺ ومحاولته رد قريش يوم الحديبية عن قتال رسول الله ﷺ وقيامه بتبليغ رسالة رسول الله ﷺ لهم ..
في الحقيقة الصور كثيرة في عهد النبي ﷺ وبعده على مر عصور الإسلام لهذه المواقف المشرفة من الكفار الفضلاء ، وما ذلك إلا لبذرة طيبة من آثار الفطرة التي فطر الله سبحانه الناس عليها من حب الخير وبغض الظلم ..
فهلم ندعو الله سبحانه أن يكثر من أمثال هؤلاء وندعو الله لهم أن يوفقهم لمعرفة دينه فيختم لهم بالسعادة .. ودعونا نزري على أنفسنا وبني جلدتنا إذ قعدنا عن نصرة إخواننا في حين تحرك لنصرتهم الكفار الفضلاء !!
والحمد لله رب العالمين