
استدراك كتاب عبق الخلفاء الراشدين في سيرة الملك عبد العزيز pdf
استدراك كتاب عبق الخلفاء الراشدين في سيرة الملك عبد العزيز doc
استدراك على كتاب عبق الخلفاء الراشدين في سيرة الملك عبد العزيز
لا أحل لأحد أن ينشر الكتاب بدونه
*****
هذا الكتاب قد ألفته قبل عشرين سنة من اليوم
عشرون عاما مرت تغيرت فيها أمور وتبدلت فيها قناعات وظهرت فيها خفايا وزادت الخبرات ومحصت المعارف وصقلت التجارب
عشرون عاما مضت تعرفت فيها أكثر على المملكة وعلى آل سعود على وجه الخصوص
عشرون عاما قضيت قرابة نصفها في معتقلات آل سعود فكشر لي الوجه القبيح المنتن عن أنيابه والذي كانت تخفيه أياد بيضاء وخدمات معلنة ظاهرة
عشرون عاما تعرفت فيها على زملاء المدرسة اليوسفية الذين اكتشفوا ذاك الوجه القبيح المنتن قبلي ولم تأسرهم تلك الأيادي وتبهرهم تلكم الخدمات
لقد ألفت هذا الكتاب لغرض أساس وهو نصيحة غير مباشرة لأبناء الملك المؤسس _ حسب المنهج الذي كنت أرتضيه آنذاك لنصحهم _ كأني أقول لهم به : لقد خالفتم منهج والدكم في أنفسكم وفي دولتكم وابتعدتم عنه كثيرا فارعووا عن غيكم وأوبوا لرشدكم وإلا زال عنكم هذا الملك وخسرتم دنياكم وأخراكم .
وما أبرئ نفسي فقد تكون قد أسرت لي أن هذا الكتاب ربما كانت له يد في توطيد بقائي في المدينة النبوية وهو الحلم الذي ما انفك يراودني منذ وطئت ترابها الطاهر . ولكن ؛
تأتي الرياح بما لايشتهي السفن
فقد رفض طبع هذا الكتاب ولم يرفع أحد من أبناء عبد العزيز به رأسا ولم تهتم به الدارة ولا غيرها واتصل بي مسئول من وزارة الداخلية يعتذر عن منع طباعته وتعلل بوجود ملاحظات عليه كثيرة ولايمكن تلافيها
وحتى أكون صادقا ودقيقا جاءتني فقط هدية رمزية من الأمير أحمد بن عبد العزيز فجأة بعد فترة من إهداء النسخة الخاصة به من الكتاب له كغيره من أبناء عبد العزيز وغيرهم وهي لاتليق بالكتاب ولا بالأمير .
أنا لست نادما على تأليفي هذا الكتاب فقد أثبت لي أمورا :
– أثبت لي كيف يمكن تزييف الإعلام وشراؤه بالمال
ولاشك أن هذا كان متيسرا أكثر من اليوم حيث لا راو للتاريخ سوى كتبته فلايوجد النت الذي كشف المستور على الرغم من الحرب العالمية الشعواء عليه لإخفاء الحقائق عن البشر
قرأت مئات الكتب عن الملك عبد العزيز ولكن ليس منها واحدا من الجانب الآخر لأنها جميعا ممنوعة داخل المملكة .
كثير من الكتاب والإعلاميين الذين قرأت لهم إما منحوا هدايا وخلع وجوائز مالية أسرتهم ، وإما رأوا المظاهر الخداعة والكلمات البراقة والتقدير الظاهري الذي فتنهم كما هو ديدن آل سعود ، ولا نهمل الكذبة المتنفعين الذين باعوا ذممهم بالمال وعرض الدنيا الزائل .
شيخ ، عالم ، داعية ، إعلامي ، استقبال جميل ومعاملة طيبة وقضاء لحاجته وإكرام له طالما يدور في الفلك ويخدم الأجندة فإذا ظهرت منه رائحة مخالفة في شيء ولو يسير فقد كل ذلك وهوى إلى قاع الإهمال والاحتقار والتجريد حتى من لقب لاينفك عنه وقطعا ربما ألقي به في غياهب السجون .
لقد مر بي باحث في رسالة جامعية بإحدى جامعات المملكة العريقة رسالته كانت عن بلاغة الملك عبد الله بن عبد العزيز !! إي والله بلاغة الملك عبد الله !! هذا الرجل الجاهل الذي لايحسن أن يتكلم فضلا عن أن يقرأ فضلا عن أن يفهم تؤلف فيه رسالة ؟ وعن ماذا ؟ عن بلاغته !! هنا عرفت كيف زور تاريخ عبد العزيز وغيره طالما يوجد هذه العجائب
وقد أخبرني أحد المقربين لي ولبعض أبناء عبد العزيز أن عبد العزيز كان شبيها بعبد الله في العي وعدم الفصاحة ولم أتأكد من ذلك وليس هذا الأمر ببعيد فالإعلام كما هو معروف يمكن أن يعمل من النقيض نقيضا وكما يقول العوام : “من الفسيخ شربات” ، وقد ذكرت في غير موضع الكاتب الأمريكي الذي ألف كتابا سماه الحرب سلام والخيول خنازير والأولاد بنات قاصدا تزوير الآلة الإعلامية للحقائق .
– أثبت لي هذا الكتاب كيف يمكن خداع أهل الدين والصلاح ببعض المظاهر والصور
أثبت لي كيف يمكن التجارة بالدين والظهور كمناصر له والواقع خلاف ذلك
أثبت لي كيف يمكن أن يخدع الإنسان نفسه ويعيش فصاما يحقق له مايهواه دون لوم كما هو حال كثير من طبقة الدعاة و المنتسبين للعلم الآن
فلربما كان عبد العزيز كما ظهر في الكتاب مطبقا لكثير من أمور الشريعة في نفسه ومن حوله وبين شعبه طالما كانت هذه الأمور لاتتعارض وكرسيه ورضا أمريكا فإذا حصل التعارض فحي هلا بالبراغماتية بل وبالميكافيلية وهو يقنع نفسه داخليا أنه مطبق للدين وحام للشريعة ومناصرا للتوحيد وهو في الواقع مايفعل من ذلك إلا مايعزز ملكه ويضمن له مايريد .
– لقد أثبت لي هذا الكتاب أن الولاء والبراء هو أصعب عرى الدين وهو الفاصل بين المسلم الحقيقي والمسلم المزيف فإن من السهل أن تأخذ من الدين العبادات والمعاملات والأخلاق إلا أن توالي أولياء الله وتعادي أعداءه خاصة لو كانت القوة لدى أعداء الدين وترى أنهم هم من يحمونك ويحمون كرسيك ..
فعندما كتبت الكتاب تجنبت تماما الجانب السياسي وكيف قاتل عبد العزيز وقتل مسلمين حتى تغلب على الملك ؟ ومن دعمه ؟ وما علاقته بالإنجليز ثم بالأمريكان ؟ ونحو ذلك لأنه باب شائك ويفتقر للمراجع وبه إشكالات شرعية كثيرة فإذا به هو العمدة ، وهو الذي يبين حقيقة الرجل وحقيقة ملكه .
– لقد أثبت لي هذا الكتاب كيف يمكن أن يكون الإنسان عميلا وفي ذات الوقت يظهر بمظهر المتدين المترسم لطريق الراشدين
أثبت لي أن بعضا من القناعات قد تكون مبنية على فقاعات من الهواء وأن بعض ما نستحقره من وجهات نظر لانلقي لها بالا قد تكون وجيهة بل قد تكون هي الحقيقة التي غفلنا عنها
كثيرا ما مر علي أن آل سعود أصلهم من اليهود فكنت أسخر من ذلك ولا ألقي له بالا ، بل ربما طعنت فيمن يطرح أمرا كهذا و..
كثيرا ما أنكرت على من يحتج بكلام طلال بن عبد العزيز أن أباه كان يأخذ راتبا من الإنجليز فكنت أقول : وهل يقوم بطلال حجة وهو الفاسق الماجن ؟ ومن قال : إنه راتب ؟ فلربما كان كالجزية وهكذا..
واليوم تبين لي قوة هذه المطاعن بل هي أقرب للحقائق منها للدعاوى فلاحول ولاقوة إلا بالله .
وأخيرا هذا الكتاب أراد الله أن يجعله حجة على المخدوعين بآل سعود من جهتين :
_ مخالفتهم حتى في المنهج الصوري للمؤسس .
_ وحقيقتهم التي يخفونها خلف بعض مظاهر الدين والدجل الإعلامي الممنهج .
فأسأل الله أن ينفع به من يقرؤه أو يطلع عليه لأنه يحكي طرفا مما نحن فيه من تزوير تام للحقائق يساهم فيه كل وسائل الإعلام وعلى رأسها المؤسسة الدينية والعلماء والدعاة الذين لم تغيبهم السجون .
والحمد لله رب العالمين .
ملحوظة : هذا الكتاب اقتطع منه مقالات نشرت في جريدة المدينة تحت عنوان إسلاميات الملك عبد العزيز
كما تم اختصاره في كتيب صغير سميته : هذا هو مؤسس المملكة فليتنبه لإدراج هذه الاستدراك فيهما .
د. محمد بن رزق بن طرهوني
25شعبان 1439هـ
